الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة اللاعب أنيس بن حتيرة يتحدث عن صعوبات طفولته والدراسة واللاجئين و"الحراقة".. ويكشف حظوظ منتخبنا في مونديال روسيا

نشر في  28 أفريل 2015  (21:55)

التقت DW عربية باللاعب الدولي التونسي أنيس بن حتيرة محترف هرتا برلين، وأجرت معه اللقاء التالي:

أنيس بن حتيرة، قبل أسبوعين قمت بزيارة مَأوىً للاجئين في برلين .. ما الهدف من ذلك؟


منذ فترة بدأ موضوع اللاجئين يأخذ باهتمامي، وكل ما أعرف عن هذا الموضوع جاء عن طريق الإعلام، ولذلك أردت الذهاب إلى هناك وأخذ صورة بنفسي عن ذلك، من المهم جداً أن نقف بجانب الأخرين ونشعرهم بقيمة مكانتهم وأن هناك أناس يهتمون بأمرهم. للأسف هناك في وقتنا الحالي الكثير من المناطق المنكوبة بالحروب، ولابد من مد يد العون.. أرى أنه من الواجب الانخراط في هذا العمل لإجتماعي، على الأقل من خلال التشجيع.


البعض يرى ذلك حملة علاقات عامة؟


إنني أفعل ذلك لأسباب ذاتية خاصة؛ لا كحملة علاقات عامة وليس للفت انتباه الإعلام، أنا إنسان صادق ونيتي خالصة لله، لقد قمت بدعم عدة مشاريع .. هناك من المشاهير، من ينخرط في العمل الاجتماعي لتحسين صورته، أنا لست من هؤلاء، قد يدعو إلى الرعب أن يسعى الفرد إلى صناعة صورة له على حساب المحتاجين، إن ذلك أمر مهين.


حدثنا لو سمحت عن مشاريعك الاجتماعية؟


هناك مشروع (رياضة منتصف الليل Mitternachsport)، نفتح في عطلة نهاية الأسبوع صالات الرياضة للأطفال والشباب، الذين يفتقدون إلى آفاق في حياتهم، ويمكنهم بذلك ممارسة الرياضة في الصالات بدلاً من تعاطي الكحول والمخدرات في الشوارع، لقد استطاع المشروع الوصول ل 40 ألف طفل وشاب حتى الآن. أعيش أوقاتا بينهم وأكوّن علاقة شخصية معهم.
أقوم أيضا بزيارة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، على سبيل المثال، الطفل ذو الثماني أعوام يانك من منطقة شباندو في برلين، الذي يصارع السرطان، أحاول زيارته كل أسبوع في البيت أو في المشفى يسعده ذلك، وسأحتفل معه بعيد ميلاده يوم الجمعة المقبل.


بعد مأساة غرق اللاجئين في المتوسط، ما الذي يجب أن يتغير في سياسة دول الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين؟


إن غرق اللاجئين هو أمر محزن ومأساوي، لكني لا أستطيع التدخل، لأنني لست سياسياً وبعيد جداً عن الموضوع، وفوق ذلك لا أعرف القوانين مائة بالمائة. لذلك لا أسمح لنفسي بإطلاق أحكام. ولكني آمل بأن يتم التعامل بشكل إنساني مع المهاجرين على حدود الاتحاد الاوربي، وأن تقدم دول الاتحاد الأوروبي المزيد من المساعدات للاجئين القادمين عن طريق البحر الأبيض المتوسط، إن هؤلاء يخشون على حياتهم ويهربون من بلدانهم، ويخاطرون بحياتهم من خلال ركوب القوارب في البحر. الأمر الذي يبين مدى يأسهم، على القارة الاوربية ان تساعد هؤلاء وتمنحهم آفاقا في حياتهم.


قبل حوالي 3 أسابيعُ أصبتَ بتمزق عضلي خلال مبارة المعسكر التدريبي للفريق التونسي في الصين. كيف وضعك الآن؟


الحمدلله، عدت للتدرب مع فريقي هيرتا برلين، أعاني من بعض الألم، ولكن هذا شيء طبيعي بالنسبة للرياضي المحترف، أتطلع للمباريات المقبلة.


كيف ترى حظوظ نادي "هيرتا برلين" للهروب من شبح الهبوط؟


المنافسة محتدمة، ولكن وضعنا جيد، يجب علينا العمل بجد حتى نحسن فرصنا.
كيف ترى حظوظ المنتخب التونسي للتأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا عام 2018؟
الإمكانات والمواهب متوفرة، اللاعبون يتعلمون الكثير ويتحسن أداؤهم باستمرار.


بماذا تنصح لتحسين مستوى الكرة التونسية والعربية؟


الانضباط، والصبر، والاحتراف كما هو الحال في أوروبا، تطوير البنى التحتية والمؤسسات الرياضية، وكذلك المدرب المؤهل بشكل جيد.


كيف تقضي وقتك في حياتك اليومية ؟


مثل يوم أي لاعب كرة قدم، على الأغلب يكون عندي فترة أو فترتين تدريبيتين بواقع ساعتين حتى 4 ساعات، وقتي ضيق جداً، لذلك أشعر بالفرح عندما يكون لدي متسع من الوقت لقضائه مع الاصدقاء والعائلة. وأنا سعيد بأني لاعب كرة قدم محترف، فقد كان هذا حلمي.


ولدت في برلين من أب وأم تونسيين. ما أهمية الأسرة والحياة العائلية في حياتك؟


كما بالنسبة لأي شخص، من المهم بالنسبة لي أن تكون العائلة بجانبي، وعلى وجه الخصوص أمي وأشقائي الخمسة. تقريبا يومياً ألتقي بوالدتي، أسافر كثيراً، لذلك أكون سعيداً عند العودة للبيت، العائلة عنصر أساسي في ثقافتنا.


كيف كانت فترات طفولتك ؟


لقد كبرت وترعرت في حي (فيدنغ) في برلين والحمدلله، فقد بدأت بلعب كرة القدم وأنا في عمر صغير، الفضل يعود في ذلك لأبي وأخي، عشت طفولة جيدة، لم يكن عندي كل شئ وكانت الحياة أحيانا صعبة، ولكني لم أتذمر. لقد أنهيت الصف العاشر بالمدرسة، وبسبب تدريبي ولعبي مع المنتخب الوطني الألماني، تغيبت تقريبا نصف الفترات الدراسية الثلاثة الأخيرة، لقد أحرزنا بطولة الأمم الاوروبية تحت سن 21 عاما عام 2009، وكَرَّستُ اهتمامي على لكرة القدم.


لو لم تصبح لاعب كرة قدم محترف، ماذا كنت تود أن تعمل؟


كثيراً ما يُطرح علي هذا السؤال .. منذ الصغر كانت لدي بالطبع اهتمامات، مثلا بالتاريخ، من المفيد معرفة التاريخ، فكل مشكلة تعود لسبب تاريخي، وحاليا أقوم بتعويض ما فاتني خلال فترة الدراسة، كما أقوم بدعم النشاطات الاجتماعية، أتمنى أن أقضي وقتا أطول في المدرسة، ولكن كرة القدم شغلت بالي طول الوقت.